أعراض لحمية الرحم وعلاجها

أعراض لحمية الرحم: الأسباب، التشخيص، والعلاج

تُعد لحمية الرحم من الأمراض التي تصيب العديد من النساء في مرحلة ما من حياتهن، وتعتبر من المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤثر على صحة الجهاز التناسلي. فهي عبارة عن نمو غير طبيعي للنسيج داخل الرحم، مما يؤدي إلى تشكل زوائد لحمية قد تكون حميدة أو قد تتحول إلى أورام. رغم أن العديد من النساء قد لا يعانين من أعراض لحمية الرحم، إلا أن هناك عددًا من الأعراض التي يمكن أن تظهر وتؤثر بشكل كبير على حياة المرأة اليومية. في هذا المقال، سنستعرض كل ما يتعلق بأعراض لحمية الرحم، بالإضافة إلى أسبابها وطرق التشخيص والعلاج.

ما هي لحمية الرحم؟

لحمية الرحم هي زوائد لحمية تنمو على جدار الرحم الداخلي وتكون عادةً غير سرطانية. يمكن أن تكون صغيرة جدًا أو كبيرة الحجم، وقد تكون مفردة أو متعددة. هذه الزوائد تتشكل في الطبقة السطحية للرحم (البطانة الرحمية) وتظهر في الأماكن التي تتواجد فيها الأنسجة الرحمية الزائدة. في معظم الحالات، لا تتسبب لحمية الرحم في أعراض واضحة أو مشاكل صحية. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الأورام مؤلمة أو تؤثر على خصوبة المرأة.

أعراض لحمية الرحم

تشمل الأعراض الناتجة عن لحمية الرحم مجموعة من الأعراض التي قد تكون مزعجة ومؤلمة في بعض الأحيان. هذه الأعراض تتراوح من أعراض خفيفة إلى شديدة، وقد تكون مرتبطة بأمور أخرى مثل الدورة الشهرية أو الحمل. في الحالات الأكثر حدة، قد تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على حياة المرأة اليومية. من أبرز أعراض لحمية الرحم:

1. النزيف المفرط أو غير المنتظم

النزيف هو العرض الأكثر شيوعًا الذي يصاحب لحمية الرحم. قد تلاحظ المرأة نزيفًا شديدًا خلال الدورة الشهرية أو نزيفًا بين فترات الحيض. في بعض الحالات، قد يحدث نزيف طويل الأمد أو نزيف غير منتظم يمكن أن يؤثر على صحة المرأة العامة. قد يكون النزيف مرفقًا بآلام شديدة أو تشنجات.

2. ألم أثناء الدورة الشهرية

تعتبر الآلام المرتبطة بالدورة الشهرية من الأعراض الشائعة التي قد تحدث بسبب لحمية الرحم. هذه الآلام قد تكون شديدة أو متوسطة وتسبب شعورًا بالضغط أو التشنجات في أسفل البطن. يمكن أن تكون هذه الآلام أكثر وضوحًا عند حدوث نزيف مفرط أو عندما تكون اللحمية أكبر حجمًا.

3. النزيف بعد الجماع

يعد النزيف بعد الجماع من الأعراض التي قد تظهر بسبب لحمية الرحم. يحدث هذا النزيف عندما تصاب اللحمية بالتهيج أو الضغط نتيجة النشاط الجنسي. قد يكون هذا النزيف خفيفًا أو متوسطًا، وفي بعض الحالات قد يكون شديدًا مما يستدعي زيارة الطبيب للفحص.

4. العقم أو مشاكل في الحمل

في بعض الحالات، قد تؤثر لحمية الرحم على خصوبة المرأة وتسبب صعوبة في الحمل. يمكن أن تتسبب اللحمية في انسداد قناة فالوب أو تتداخل مع عملية الزرع الطبيعي للبويضة في جدار الرحم. على الرغم من أن معظم النساء اللواتي يعانين من لحمية الرحم يمكنهن الحمل بشكل طبيعي، إلا أن هذه المشكلة قد تؤثر على بعضهن بشكل كبير.

5. الإحساس بالضغط أو الامتلاء في البطن

قد يشعر بعض النساء بحالة من الضغط أو الامتلاء في أسفل البطن نتيجة نمو اللحمية داخل الرحم. هذا الضغط قد يصاحبه أيضًا الشعور بالثقل أو الانتفاخ. في حالات اللحمية الكبيرة أو المتعددة، قد تصبح هذه الأعراض أكثر وضوحًا وتسبب عدم الراحة بشكل دائم.

6. إفرازات مهبلية غير طبيعية

قد تلاحظ بعض النساء إفرازات مهبلية غير طبيعية تكون أكثر سمكًا أو دموية نتيجة وجود لحمية الرحم. يمكن أن تكون هذه الإفرازات مصحوبة برائحة غير محببة، مما قد يستدعي استشارة الطبيب.

7. التبول المتكرر أو صعوبة التبول

في حالات اللحمية الكبيرة، قد تؤثر الأورام على الأعضاء المجاورة مثل المثانة. هذا يمكن أن يسبب الشعور بالحاجة المتكررة للتبول أو صعوبة في التبول. كما يمكن أن يسبب الضغط على الأمعاء ويؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.

أسباب لحمية الرحم

رغم أن السبب الدقيق لتكوين لحمية الرحم غير معروف بشكل كامل، هناك عدة عوامل قد تساهم في زيادة احتمالية الإصابة بها. من بين هذه العوامل:

1. التغيرات الهرمونية

التغيرات في مستويات الهرمونات، خاصة هرمون الاستروجين، تعد من الأسباب الرئيسية لتكوين لحمية الرحم. الاستروجين يعزز نمو الأنسجة الرحمية، وعند زيادة مستوياته قد يبدأ النمو غير الطبيعي لهذه الأنسجة، مما يؤدي إلى تكون اللحمية.

2. العمر

يعد العمر عاملًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بلحمية الرحم. ففي الغالب، تصيب هذه الحالة النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، أي بين سن 30 إلى 50 عامًا. بعد انقطاع الطمث، تقل احتمالية تكون اللحمية إلا إذا كانت هناك مشاكل هرمونية أو تناول للعلاج الهرموني.

3. السمنة

السمنة هي أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بلحمية الرحم. يعتقد أن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة مستويات الاستروجين في الجسم، مما يزيد من احتمالية نمو الأنسجة الرحمية بشكل غير طبيعي.

4. الوراثة

الوراثة يمكن أن تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بلحمية الرحم. إذا كانت هناك حالات مشابهة في العائلة، فقد تزيد فرص إصابة النساء بهذه الحالة.

5. مشاكل هرمونية أخرى

وجود اضطرابات هرمونية أخرى مثل تكيس المبايض أو عدم التوازن الهرموني يمكن أن يزيد من احتمالية تكون لحمية الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب بعض الأدوية أو العلاجات الهرمونية في زيادة نمو الأنسجة الرحمية.

تشخيص لحمية الرحم

إذا كنتِ تعانين من الأعراض التي قد تشير إلى وجود لحمية الرحم، يجب عليكِ زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. يتضمن تشخيص لحمية الرحم:

1. الفحص السريري

يبدأ الطبيب عادةً بالفحص السريري، والذي قد يتضمن الفحص النسائي للتحقق من أي علامات على وجود لحمية الرحم. قد يشعر الطبيب خلال الفحص بتضخم أو تشوهات في الرحم.

2. التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)

يعد السونار أحد أهم الأدوات المستخدمة لتشخيص لحمية الرحم. باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية، يمكن للطبيب رؤية الرحم بشكل دقيق وتحديد ما إذا كانت هناك لحمية موجودة أو أي تشوهات أخرى في جدار الرحم.

3. تنظير الرحم

إذا كانت الفحوصات السابقة غير كافية، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تنظير الرحم، وهو إجراء يتيح للطبيب رؤية الرحم من الداخل باستخدام كاميرا صغيرة. يساعد هذا في تحديد موقع اللحمية وحجمها بدقة.

4. الخزعة الرحمية

في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من نسيج الرحم لفحصه تحت المجهر. هذا يساعد في التأكد من أن اللحمية ليست سرطانية أو حميدة فقط.

علاج لحمية الرحم

تختلف طرق علاج لحمية الرحم حسب حجم اللحمية، الأعراض التي تعاني منها المرأة، ودرجة تأثيرها على صحتها العامة. تشمل العلاجات الممكنة:

1. العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب أدوية هرمونية مثل حبوب منع الحمل أو أدوية هرمون البروجيستيرون للحد من نمو اللحمية وتقليل الأعراض المرتبطة بها. هذه الأدوية تساعد في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم ومنع زيادة حجم اللحمية.

2. الجراحة

إذا كانت اللحمية كبيرة أو تسبب أعراضًا شديدة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالتها. يتم هذا عادة عن طريق إجراء عملية تنظير الرحم، حيث يقوم الطبيب بإزالة اللحمية من داخل الرحم باستخدام الأدوات الجراحية المناسبة.

3. استئصال الرحم

في الحالات النادرة جدًا، إذا كانت اللحمية تسبب مشاكل خطيرة أو كانت المرأة قد اقتربت من سن انقطاع الطمث، قد يقترح الطبيب إجراء استئصال كامل للرحم كحل نهائي.

4. العلاج بالأدوية لتقليص اللحمية

يمكن أن تستخدم بعض الأدوية للمساعدة في تقليص حجم اللحمية، خاصة إذا كانت تعيق الحمل أو تسبب نزيفًا مفرطًا. هذه الأدوية قد تشمل مثبطات الهرمونات أو الأدوية الأخرى التي تساعد في تقليل نمو الأنسجة الرحمية.

الخلاصة

لحمية الرحم هي حالة شائعة قد لا تُسبب أي أعراض في كثير من الحالات. ومع ذلك، إذا ظهرت الأعراض مثل النزيف المفرط